٢٠٠٩/٠١/١٨

رجل الأعمال المصري خالد بشارة.. من مضارب الأرز لقيادة أكبر شركة استثمار مصرية


نقلا عن جريده الشرق الاوسط

يعد أشهر وأصغر رجل أعمال في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.. ارتبط اسمه بجدل واسع أثاره منذ دخوله عالم الكومبيوتر والانترنت مع تدشينه شركته الخاصة «لينك دوت نت» بالسوق عام 2000.

وما بين نجاح باهر يحسد عليه ومواقف عصيبه لا يحسد عليها يبقى المهندس خالد بشارة حالة فريدة.. فعلى الرغم من عمره الذي لم يتجاوز بعد السابعة والثلاثين فقد اختاره المهندس نجيب ساويرس ـ رجل الأعمال المصري الأشهر ورئيس مجلس ادارة مجموعة اوراسكوم تليكوم ـ مديرا لقطاع الاتصالات الثابتة وخدمات الانترنت بشركة ويند الايطالية بعد صفقة الاستحواذ الشهيرة التى تمت لصالح شركة ويذر للاستثمار بقيمة تجاوزت 17.2 مليار يورو.

وكان بشارة عضواً في فريق العمل الذي أشرف علي عملية الاستحواذ وشارك في وضع مخطط للتطوير والنهوض باقتصاديات شركة ويند، ليكون بذلك أول مصري وعربي يعمل في هذا المنصب الحساس بشركة اتصالات أوروبية.

ولد خالد بشارة في يوليو (تموز) 1971.. بدأ السلم من أوله ولكن بعيدا عن القطاع الذي بزغ فيه نجمه، فكان لتأثره الشديد بوالده واعتباره قدوته مردود كبير في التصاقه به والعمل معه أثناء الإجازة الصيفية في الشركة التي كان يمتلكها وتعمل في مجال الاستيراد والتصدير بجانب بعض الأنشطة الأخرى حيث كان والده يمتلك مضارب للدقيق والأرز وأجهزة تعبئتهما.

ولكن لم تحل رغبة والده فى استمراره للعمل معه دون موافقته على أن يلتحق بالجامعة الأميركية بالقاهرة التي حصل منها على شهادة التخصص في علوم هندسة الحاسب الآلي عام 1993 ليحصل بعد ذلك على مجموعة من دراسات إدارة الإعمال المتطورة من جامعة ستانفورد والمعهد الاميركي للمصارف والتمويل.

لم يجد بشارة معاناة تذكر في الالتحاق بشركة «مايكروبلاس» عام 1993 للعمل بها بعد تخرجه، ولكن مع بدء الحكومة المصرية في منح تراخيص للشركات الخاصة لتقديم خدمات الانترنت دشن مع مجموعة من الأصدقاء شركة «LINK Egypt» التي استحوذت في ذلك الحين على شركة «مايكروبلاس» ويتجاوز رأسمالها مليون جنيه، وهو رقم كبير في ذلك الوقت وتوزعت ملكيتها بين 12 مستثمرا كان بشارة أحدهم.

ثم حدث التغير الكبير فى حياته كما يقول بشارة: أخبرني أحد الأصدقاء وكان يعمل في شركة أوراسكوم تيليكوم عام 1999 برغبة المهندس نجيب ساويرس في مقابلته وبعض من المساهمين بشركة «link Egypt» فبت أحلم بهذا اللقاء وفوجئت به يعرض علينا شراء حصة بالشركة وهو ما تم بالفعل حيث استحوذ على 51% منها، ومع امتلاك أوراسكوم حصة في شركة «In Touch» تقرر دمجها في «link Egypt» لتتحول إلى كيان جديد عام 2000 تحت اسم «link dot net» التي حققت نجاحا مبهرا وتحولت في فترة وجيزة لأكبر شركة انترنت في المنطقة العربية، ومازلت أحتفظ بمنصبي كرئيس لمجلس إدارتها حتى الآن.

وأرجع خالد بشارة سبب النجاح الكبير الذي حققته الشركة الجديدة إلى عدم قدرة الشركات المنافسة على مواجهتها نظرا لأن مصر كانت حديثة العهد بمجال الانترنت آنذاك، وكان متوسط أعمار مهندسي الشركة صغير جدا بالإضافة إلى أن دراستهم أهلتهم لمعرفة خبايا الانترنت عكس الشركات المنافسة التي كان يمتلكها رجال أعمال كبار في السن لم يمتلكوا خبرة العمل في هذا القطاع «الشبابى» وهو ما رجح كفة لينك لاكتساح السوق.

ورغم أن بشارة لا يهوى العمل خارج مصر إلا أن المهندس ساويرس أقنعه بالتوجه إلى أوروبا لاكتساب مزيد من الخبرات بالعمل في ايطاليا وقبل التحدي وتمكن من تحويل خسائر شركة ويند الايطالية الى أرباح، في الوقت الذي كانت فكرة وجود استثمارات عربية في اوروبا مثار استخفاف في مجتمع غربي مثل ايطاليا، وان لم يعفه ذلك النجاح من هجوم بعض الصحف الصفراء الايطالية على إدارة الشركة لجذورها الشرقية. ورغم هذا النجاح الواسع الا انه يعتزم الاكتفاء بهذا والعودة لوطنه الأم نهاية العام الحالي مع انتهاء فترة انتدابه لكنه لم يقرر بعد شكل نشاطه في مصر، لكن ما يؤكد عليه دائما انه لن يترك شركة «لينك دت نت» تحت اى ظرف.

وبعيدا عن تكنولوجيا الانترنت يعشق بشارة كرة القدم فهو «اهلاوي» متعصب وما زال يداوم على متابعة مباريات الاهلي المصري وهو ما يثير اندهاش أصدقائه الايطاليين بسبب عدم تركيزه مع الدوري الايطالي «الكاليتشيو» الأقوى بالطبع من الدوري المصري الذي اشترك من اجله في باقة ART الرياضية من أجل عيون فريق النادي الأهلي.

ولا يجد خالد وقتا كافيا للقراءة بشكل عام لكنه متابع جيد لبعض الكتب المتخصصة فى مجالات صناعة تكنولوجيا المعلومات والتسويق والإدارة وان كان يهوى أيضا قراءة الروايات، وهو من أشد المعجبين بشخصية بيل جيتس صاحب مؤسسة مايكروسوفت العالمية ويتابع نشاطه عن كثب ويبتاع بعض الكتب التي تتحدث عنه، وهو متزوج وله ولدين.